حاتم الطائي شاعر جاهلي معروف من أهل نجد ، فارس جوّاد من قبيلة طيئ مَضْرَب المثل في الجود والكرم كان رئيساً مطاعاً في قومه وشريفاً مقصوداً من معاصريه وسيداً مهاباً من ملوك عصره وأجداده جميعاً سادة نجباء تزوج ماوية بنت حجر الغسانية والنوار ثرملة البحترية ، له ديوان واحد من الشعر ويكنى أبا سَفَّانة ، وأبا عدى .
كان بحراً يفيض عطاؤه ، ولا يغيض سخاؤه (أي لا ينقطع كرمه) ، لا يظمأ وارده ، ولا يمنع سائله ، وكان لا ينتظر السائل حتى يأتيه فحين يشتد القحط ويعز القِرَى في كلب الشتاء وتعصف الريح الباردة بأطناب (حبال) الخيام ويزيد البرد من شعور الإنسان بالطوى (الجوع) حتى كرب يقضى عليه ، يدرك حاتم ما يقاسيه الناس فيرسل إليهم - دون أن يسألوه - ما يدفع عنهم عادية (ضرر) الجوع ويأمر غلامه أن يوقد ناراً في بقاع من الأرض عسى السائر ليلاً أن يهتدي إليها :
أوقـــــــد فإن الليل ليل قر *** والريح يا موقد ريح صر
عسى يرى نارك من يمر *** إن جلبت ضيفاً فأنت حر
كان الجوع ينهش الأمعاء وكاد الفقر يفتك بالبسطاء في بيئة صحراوية قاحلة وظروف مناخية قاسية وحروب ونزاعات مستمرة فقدر حاتم معنى الإنسانية وقدم للسائل وغير السائل القريب والبعيد ما يحفظ عليه حياته أو يسد رمقه أو يروى غلته (عطشه) .
وقد هجرته زوجته ماوية وأكثرت زوجته نوار من لومه وأطالت في عذله ورأت أن أهله وعياله أحق بما يعطيه الناس وهنا أخذ حاتم ينصح زوجته نوار بالإقلال من لومه قائلاً لها : مهلاً يا نوار إن المال الذي أبقيه سيأخذه غيري إذا مت ولن يبقى لي سوى سوء الثناء .
وكان حاتم صفوحاً يغفر زلات قومه ؛ استبقاء لودهم وحفاظا على صداقاتهم وهو في سبيل ذلك قد شق على نفسه وكلفها فوق طاقتها (قدرتها) ولكنه يدرك أن الحلم كفيل بدفع أذاهم وكم من مرة صكت سمعه (أي صدمت) كلمة قبيحة من شخص فأعارها أذناً صماء تنزيهاً لنفسه وتكريماً لها.
وكان عفيفاً عف عن كل ما يشين وكفّ نفسه عن المطامع وصانها عن فعل الدنيات وبلغ من استحياء حاتم من جاراته وحفاظه على شرفهن وعدم خدش حيائهن أنه ما مر بإحداهن إلا وتغافل أو تعامى كأنه لا يراها أو لا يعرفها .
ومن فضائل الكريم اللازمة - أيضا الصدق وحاتم كان إذا حدث صدق وإذا وعد أوفى بوعده فالكريم حريص على سمعته والإنسان رهن (مقيد) بأعماله .
وحاتم رجل محب للسلام في عصر اتسم بالقوة عصر لا تكاد الحروب فيه تتوقف وأوشكت القبائل أن تتفانى فاعتزل حاتم حرب الفساد التي سقط فيها خيرة قومه ، ونزل في بني بدر ؛ لأنه كان يكره العنف ويعزف (يبعد) عن الشر وكان ينصح ابنه عدياً قائلاً : إذا رأيت الشر يتركك فاتركه
وهو سيد في قومه مرموق المكانة ولكنه متواضع لا يتيه ولا يرى نفسه فوق الناس وليس من العسير أن يمتاز رجل بالجود وآخر بالعفة �
أسئلة مجاب عنها :
س: ماذا تعرف عن حاتم الطائي ؟ وبمَ اشتهر ؟
جـ : حاتم الطائي شاعر جاهلي معروف من أهل نجد ، فارس جوّاد من قبيلة طيئ مَضْرَب المثل في الجود والكرم
س: ما قبيلته ؟ وفيمَ ضُرِب به المثل ؟
جـ : من قبيلة طيئ ، وضرب به المثل في الجود والكرم
س: ما الدليل على أن حاتم الطائي كان ذا مكانة مرموقة في عصره ؟
جـ : أنه كان رئيساً مطاعاً في قومه وشريفاً مقصوداً من معاصريه وسيداً مهاباً من ملوك عصره
س: مَن زوجاته ؟ وماذا ترك من الشعر ؟ وما كنيته ؟
جـ : تزوج ماوية بنت حجر الغسانية والنوار ثرملة البحترية ، له ديوان واحد من الشعر ويكنى أبا سَفَّانة ، وأبا عدى .
س: بمَ استحق حاتم أن يكون رئيساً مطاعاً في قومه ؟ أو لماذا يُعد حاتم الطائي مَضْرَب المثل في الجود والكرم ؟
جـ : لأنه كان بحراً يفيض عطاؤه ، ولا يغيض سخاؤه (يقل كرمه) ، لا يظمأ وارده ، ولا يمنع سائله ، وكان لا ينتظر السائل حتى يأتيه ، يدرك حاتم ما يقاسيه الناس فيرسل إليهم دون أن يسألوه ويأمر غلامه أن يوقد ناراً في بقاع من الأرض عسى السائر ليلاً أن يهتدي إليها
ما الأسباب التى جعلت حاتم الطائى يتسم بالكرم ؟
الجوع الذى ينهش الأمعاء والفقرالذى يفتك بالبسطاء و البيئة الصحراوية القاحلة والظروف المناخية القاسية والحروب والنزاعات المستمرة
س: كان حاتم الطائي نموذجاً يقتدى به في التكافل الاجتماعي . دلل وعلامَ يدل ذلك ؟
جـ : قدر حاتم معنى الإنسانية وقدم للسائل وغير السائل القريب والبعيد ما يحفظ عليه حياته أو يسد رمقه أو يروى غلته .
- يدل على إنسانيته العظيمة وإحسانه وكرمه الفياض .
س: تباين موقف كل من : حاتم الطائي وزوجتيه ماوية ونوار في الإنفاق . وضح ذلك .
جـ : حاتم : رأى أن المال الذي سيبقيه سيأخذه غيره إذا مات ولن يبقى له سوى سوء الثناء .
- زوجته ماوية : هجرته بسبب إنفاقه .
- زوجته نوار : أكثرت من لومه وأطالت في عذله ورأت أن أهله وعياله أحق بما يعطيه للناس .
س: علل : كان حاتم صفوحاً يغفر زلات قومه . ودلل على ذلك .
جـ : استبقاء لودهم وحفاظا على صداقاتهم
الدليل : كم من مرة صكت سمعه كلمة قبيحة من شخص فأعارها أذناً صماء تنزيهاً وتكريماً لنفسه
س: دلل على عفة حاتم وحيائه .
جـ : عف عن كل ما يشين وكفّ نفسه عن المطامع وبلغ من استحياء حاتم من جاراته أنه ما مر بإحداهن إلا وتغافل أو تعامى كأنه لا يراها أو لا يعرفها .
س: بمَ اتسم العصر الذي عاشه حاتم الطائي ؟
جـ : اتسم هذا العصر بالقوة ؛ فهو عصر لا تكاد الحروب تتوقف فيه وأوشكت القبائل أن تتفانى .
س: ما موقف حاتم من الصراعات القبلية وحرب الفساد ؟ ولماذا ؟
جـ : كان يرفضها لذلك اعتزل حرب الفساد التي سقط فيها خيرة قومه ، ونزل في بني بدر .
- لأنه كان يكره العنف ويعزف (يبعد) عن الشر .
س: ما النصيحة التي قدمها حاتم لابنه عدي للبعد عن حرب الفساد ؟ وعلامَ يدل ذلك ؟
جـ : كان ينصح ابنه عدياً قائلاً : إذا رأيت الشر يتركك فاتركه (أي فابتعد عنه) .
- ويدل ذلك على حبه للسلام ، وكراهيته للعنف وللشر والأشرار .
س: لماذا استحق حاتم أن نطلق عليه الإنسان المتواضع ؟
جـ : لأنه كان سيداً في قومه مرموق المكانة ، ولكنه لا يتيه ولا يرى نفسه فوق الناس .
س: فيمَ يمتاز ويتفاضل البشر ؟ استحق حاتم أن نطلق عليه الإنسان المتواضع ؟
جـ : يمتاز ويتفاضل البشر في الجود والعفة والصفح والتسامح والتواضع
س: لماذا استحق حاتم أن نقول عليه الكريم بلا منافس ؟
جـ : استحق ذلك ؛ لأنه اجتمعت له شمائل الجود والعفة والصفح والتسامح والتواضع التي من العسير أن تجتمع في رجل واحد .
س: اجتمعت في حاتم فضائل تجعله الكريم بلا منافس . وضح ذلك.
جـ : حاتم سيد في قومه - مرموق المكانة - يمتاز بالجود - وبالعفة - وبالصفح والتسامح - والتواضع ، ومن العسير أن تجتمع كل هذه الشمائل لرجل واحد فإن اجتمعت له فهو الكريم بلا منافس .
س: إلامَ يدعو الكاتب شباب العرب ؟ وماذا يتمناه من الأمة العربية أن تفعله ؟
جـ : يدعوهم لقراءة سيرة أرباب القيم وذوى مكارم الأخلاق كسيرة حاتم عسى أن يتحلوا بهذه الصفات وعسى الأمة العربية أن تربى أبناءها على هذه القيم الرفيعة والصفات النبيلة .